الدرقية هي الغدة المسؤولة عن كثير من الوظائف الحيوية الأساسية لبقاء الإنسان في مراحل متعددة من حياته ونموه وتطوره الجسماني والذهني

تقع الغدة الدرقية في الرقبة، أمام القصبة الهوائية، وهي تشبه في شكلها الفراشة التي تفرد جناحيها، وٺتكون من فصين، وتحتوي
على خلايا خاصة تقع في بطانتها تدعى الخلايا الكيسية، وهذه الخلايا هي المسؤولة عن إفراز هرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين وثلاثي يود الثيرونين (T3 & T4)، وتعتبر من الغدد الصمّاء التي تفرز هرموناتها في الدم مباشرةً

هرمونات الغدة الدرقية

تمتلك الهرمونات الدرقية تأثيرين فسيولوجيين رئيسيين

1- زيادة تركيب البروتين في جميع أنسجة الجسم تقريباً

2- زيادة استهلاك الأكسجين بشكل رئيسي في الأنسجة المسؤولة عن الاستهلاك الأساسي للأكسجين مثل الكبد، والكلى، والقلب، والعضلات

تؤثر هذه الهرمونات على درجة حرارة الجسم والدورة الدموية، والشهية، ومستويات الطاقة، والنمو، وتطوير الهيكل العظمي، والعضلات وخفة الحركة، ومعدل القلب (القوة والمخرجات) وتوازن السوائل، ومستويات السكر في الدم، وظيفة الجهاز العصبي المركزي، وظيفة الأمعاء، والدهون في الدم (الكولسترول)، وتنظيم عمليات الايض للدهون والكربوهيدرات والبروتين في جميع الخلايا.
يتم التحكم في كمية من T3 و T4 التي تفرزها الغدة الدرقية من الغدة النخامية في قاعدة الدماغ، وذلك من خلال إفراز هرمون تنشيط الغدة الدرقية (TSH) عندما تكون مستويات T3 T4 قليلة فإن الغدة النخامية تفرز المزيد من TSH. عندما ترتفع مستويات T4 و T3 فإن الغدة النخامية تفرزTSH بكمية أقل


قصور الغدة الدرقية

يحدث قصور الغدة الدرقية عندما يقل افرازها من T4 أوT3 أو كليهما، وهو أكثر شيوعا في النساء فوق سن 50


أسبابها
السبب الأكثر شيوعا هو التهاب الغدة الدرقية. يليه تورم والتهاب و تلف خلايا الغدة الدرقية

أسباب هذه المشكلة ما يلي

جهاز المناعة يقوم بمهاجمة الغدة الدرقية وذلك ما يسمى بمرض هاشيموتو (Hashimoto’s Disease )
أعراض مرض هاشيموتو

الحالات الخفيفة من مرض هاشيموتو في اغلب الأحيان لا تظهر أعراض يمكن التعرف عليها، وهذا المرض يمكن أن يبقى مستقراً لسنوات. الأعراض غالبا ما تكون خفية وغير محددة، وهو ما يعني أنها تحاكي أعراض العديد من الأعراض الأخرى ، وتشمل
أعراض نقص إفرازات الغدة

والشعور بالخمود والإعياء
التبلد العقلي
عدم تحمل البرد
الشعور بالكآبة أو خمول العواطف
تقلبات المزاج
الإمساك
الآلام العضلية
جفاف الجلد أو تقشره أو انتفاخه
وخز في أصابع اليدين أو القدمين
نقص في تحمل المجهود الرياضي
آلام في المفاصل
بحة الصوت
عدم انتظام الدورة الشهرية
زيادة الوزن رغم ضعف الشهية
جفاف الشعر وتقصفه
نبض ضعيف مع تورم في العنق


الأسباب الأخرى المحتملة لقصور الغدة الدرقية

الالتهابات الفيروسية (نزلات البرد) أو التهابات الجهاز التنفسي الأخرى
الحمل (غالبا ما يسمى التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة)
بعض الأدوية مثل الليثيوم واميودارون
العيوب الخلقية منذ الولادة
العلاج الإشعاعي في الرقبة أو المخ
اليود المشع الذي يستخدم لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية وذلك حينما تزداد جرعة التعرض عن الحد المناسب للحالة
الاستئصال الجراحي لجزء أو كل الغدة الدرقية
ورم الغدة النخامية أو الغدة النخامية جراحة
علاج قصور الغدة : يهدف العلاج في الأساس على استبدال هرمون الغدة الدرقية

ليفوثيروكسين (Levothyroxine ) هو الدواء الأكثر شيوعا

و يتم وصفه بأقل جرعة ممكنة ليخفف من الأعراض ويصل مستويات الهرمون في الدم إلى وضعها الطبيعي

إذا كان لديك أمراض بالقلب، قد يبدأ طبيبك بجرعة صغيرة جدا. معظم الناس مع قصور الغدة الدرقية سوف تحتاج إلى أخذ هذا الدواء مدى الحياة

عند البدء بأخذ الدواء ، فإن طبيبك سوف يتحقق من مستويات الهرمون الخاص بك كل 2 إلى 3 أشهر. بعد ذلك، ينبغي رصد مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك مرة واحدة على الأقل كل عام

عندما تأخذ أدوية الغدة الدرقية، فيجب اتباع ما يلي

1- لا تتوقف عن أخذ الدواء حتى عندما تشعر بتحسن ومواصلة أخذه كما وصفه الطبيب
2- الطعام الذي تتناوله ربما يؤثر على امتصاص الدواء. لذلك عليك التحدث مع طبيبك إذا كنت تتناول الكثير من منتجات الصويا أو على نظام غذائي عالي الألياف
3- دواء الغدة الدرقية يعمل بشكل أفضل على معدة فارغة يفضل أن يؤخذ قبل الأكل بساعة. اسأل طبيبك إذا كان يجب أن تأخذ الدواء في وقت النوم. وقد وجدت الدراسات أن تناول هذا الدواء في وقت النوم يكون امتصاصه أفضل من تناوله في النهار
4- الانتظار فيما لا يقل عن 4 ساعات بعد تناول الدواء قبل اتخاذ مكملات الألياف والكالسيوم والحديد والفيتامينات، و مضادات الحموضة هيدروكسيد الألومنيوم،
بينما تأخذ الدواء، أخبر طبيبك إذا كان لديك أي أعراض تشير إلى ان الجرعة عالية جدا، مثل

الخفقان
فقدان الوزن السريع
الأرق أو الاهتزاز
التعرق



مضاعفات تحدث للمرأة الحامل

الإصابة بفقر الدم
الإصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو ما يعرف بتسمم الحمل (pre-eclampsia)
نزف ما بعد الوضع (post-partum hemorrhage)
تمزق المشيمة (placental abruption)
خلل في وظائف القلب
إجهاض
قصور في عمل القلب



مضاعفات تحدث للجنين

ولادة الجنين قبل اكتمال نموه (prematurity)
موت الجنين في الرحم (Still-birth)
نقص نمو أو ضمور الجهاز العصبي للطفل (poor neurological development)

زيادة إفرازات الغدة

هناك سببان رئيسيان لزيادة إفراز الغدة الدرقية
الأول: مرض يسمى مرض جريفيز
الثاني: حدوث تكيسات أو أورام


أولاً: مرض جريفيز

هو عبارة عن زيادة أولية في وظائف الغدة ولا أحد يعرف بالتحديد المسبب الرئيسي لهذا المرض، ولكن هناك اعتقاد بأن السبب الجوهري لهذا المرض هو وجود اختلال للنظام المناعي في الجسم ينتج عنه قيام الغدة بإفراز كمية كبيرة جدا من هرمون الثيروكسين وهو الهرمون الأساسي الذي تفرزه الغدة الدرقية والمحصلة النهائية لهذا الخلل هو قيام المصنع بحرق الطاقة ومن أعراض هذه الحالة

تناول المر يض الكثير من الطعام وعلى الرغم من ذلك يقل وزنه
ويتبول كثيرا
ويتصرف بعصبية
ويصاب بالإسهال
كما يؤثر هذا المرض على العين ونلاحظ جحوظا في العينين
تسارع دقات القلب



علاج مرض جريفز
1- لا يوجد علاج لوقف الجهاز المناعي من مهاجمة الغدة الدرقية. ومع ذلك، فإن أعراض مرض جريفز يمكن التحكم فيها ، وغالبا مع مزيج من العلاجات تشمل أدوية القلب والقلق والتعرق

2- وصف الأدوية المضادة للغدة الدرقية لمنع الغدة الدرقية من إنتاج كميات زائدة من الهرمون. وغالبا ما يستخدم اليود المشع لتدمير كل أو جزء من الغدة الدرقية وجعله غير قادر على إنتاج هرمون الغدة الدرقية

3- جراحة لإزالة أجزاء كبيرة من الغدة الدرقية هو خيار للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل الأدوية المضادة للدرقية أو اليود المشع


ثانياً: ز يادة إفراز الغدة الدرقية مع وجود تكيسات أو تورمات

هذا النوع من المرض لا يستجيب عادة للعلاج التحفظي، والعلاج الإشعاعي لا ينجح دائما و يكون التدخل الجراحي هو الأفضل في علاج مثل هذه الحالات، وهذا المرض موجود بكثرة، لان هذا المرض عادة ما ينتشر في المناطق التي لا يتوفر فيها اليود أو يوجد بقلة مثل المناطق الصحراو ية ومناطق الجبال في أوروبا أو في وسط أفريقيا ويقل انتشار المرض في المناطق الساحلية، ولكن مع وجود الملح المزود باليود وكذلك تناول المأكولات البحرية كالأسماك قد تساعد على الإقلال من هذه المشكلات بصورة كبيرة




ما يمكنك القيام به في المنزل لتحسين الأعراض

الحصول على كمية مناسبة من السعرات الحرارية والكالسيوم والصوديوم وأثناء وبعد العلاج هو المهم

اتباع نظام غذائي مع الكثير من السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة

التحدث مع طبيبك والحصول على إرشادات صحية لنظامك الغذائي اليومي، والمكملات الغذائية، وممارسة الرياضة

فرط نشاط الغدة أيضا يمكن أن يسبب هشاشة العظام لذلك يمكن أخذ فيتامين D والكالسيوم أثناء وبعد العلاج لتساعد على تقوية العظام